حقق فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية نجاحاً باهراً بفوزه بجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان البندقية السينمائي (فينيسيا). ولكن وراء هذا الإنجاز، قصة مؤلمة لطفلة فلسطينية فقدت حياتها، وقصة أمّ تحمل همّها ووجعها. هذا الفوز ليس مجرد تتويج عمل فني متميز، بل هو نصرٌ معنويٌّ لروح هند رجب، واعترافٌ بقضيةٍ إنسانيةٍ تتطلب وقفةً جادة.
رسالة الأمّ: صوتٌ من القلب إلى العالم
بعد الإعلان عن فوز فيلمها، كشفت المخرجة كوثر بن هنية عن رسالة مؤثرة تلقتها من والدة الشهيدة هند رجب. جاءت الرسالة تعبيراً عن فخر الأمّ بإبراز قصة ابنتها، ورغبتها في أن يصل صوت هند إلى العالم أجمع، وأن يُعرف العالم بجريمتها البشعة. في رسالتها، عبّرت الأمّ عن أملها في أن يسهم الفيلم في نيل العدالة لهند وجميع ضحايا القتل والعنف.
صوتٌ يصرخ من صمت القتل
لا يُعتبر فيلم "صوت هند رجب" مجرد سردٍ لحادثةٍ مؤسفة، بل هو وثيقةٌ سينمائيةٌ تُوثّق معاناة الشعب الفلسطيني، وتُبرز حجم القمع والانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال. يتناول الفيلم قصة هند رجب، الطفلة الفلسطينية التي استُشهِدت برصاص الاحتلال الإسرائيلي، من خلال سردٍ دقيقٍ للأحداث، وعرضٍ لمشاعر عائلتها وأصدقائها. الفيلم لا يقتصر على عرض التفاصيل، بل يغوص في أعماق المعاناة النفسية والاجتماعية التي يخلفها العنف والقتل.
أكثر من مجرد فيلم.. رسالة أمل
يُعدّ فوز فيلم "صوت هند رجب" رسالةً أملٍ تُظهر قوة الفنّ في إحداث تغييرٍ إيجابيّ، وفي إبراز أصوات المظلومين. فهو ليس مجرد فيلم يحكي قصة، بل هو صرخةٌ من أجل العدالة، ومن أجل إنهاء العنف، وتوفير الحماية للأطفال في جميع أنحاء العالم. يُجسّد هذا الفوز إصراراً على إبقاء ذكرى هند رجب حيةً، ولن ينسى العالم قضيتها حتى تحقيق العدالة.
فن من أجل العدالة، أهمية الفن السينمائي، دور السينما في التغيير الاجتماعي، الحماية الدولية للأطفال
تعليقات