
في لحظة تاريخية يترقبها العالم، لم تكن مشاعر الفخر والاعتزاز مقتصرة على المواطنين العاديين فقط، بل امتدت لتلامس قلوب كبار الفنانين والمثقفين في مصر. وفي هذا السياق، جاءت كلمات الفنان القدير يحيى الفخراني لتعبر عن شعور جماعي عميق، حيث وصف افتتاح المتحف المصري الكبير بأنه رسالة أمان واطمئنان لمستقبل الأجيال الجديدة.
تصريحات الفخراني، التي حملت في طياتها حكمة السنين وحب الوطن، لم تكن مجرد إشادة عابرة، بل كانت رؤية فلسفية لأهمية هذا الصرح الحضاري العظيم.
رسالة فخر للأجيال القادمة
عندما قال يحيى الفخراني: "اطمنت على الجيل الجديد من أولادي وأحفادي"، كان يشير إلى أبعد من مجرد مبنى يضم قطعاً أثرية. فالمتحف الكبير في نظره هو كتاب تاريخ مفتوح وملموس، يستطيع من خلاله الشباب والأطفال أن يروا بأعينهم عظمة أجدادهم، ويتشبعوا بتاريخهم وهويتهم المصرية الأصيلة. هذا الصرح يمنحهم الإحساس بالانتماء والفخر، ويجعلهم يدركون أنهم أحفاد حضارة لم تمت، بل تتجدد وتلهم العالم حتى يومنا هذا. إنها جرعة من الثقة بالنفس تحتاجها الأجيال الجديدة لمواجهة تحديات المستقبل.
توقيت مثالي وإنجاز هائل
أكد الفخراني أن هذا الإنجاز "جاء في التوقيت المناسب"، وهو ما يعكس أهمية المشروع كرمز لقدرة الدولة المصرية على تحقيق المستحيل. في وقت يمر فيه العالم بتغيرات كبيرة، يأتي افتتاح المتحف الكبير ليؤكد على أن مصر تضع ثقافتها وتاريخها في مقدمة أولوياتها. إنه ليس مجرد مشروع سياحي، بل هو مشروع قومي يعزز من قوة مصر الناعمة ويقدم صورتها الحقيقية للعالم كمنارة للحضارة والفنون منذ فجر التاريخ. وصفه بأنه "شيء جميل وهائل" يلخص ضخامة الإنجاز وروعة التفاصيل التي بُني بها هذا الصرح ليكون الأكبر والأحدث في العالم.
المتحف الكبير: نافذة مصر على العالم
لا شك أن المتحف المصري الكبير سيكون الوجهة الأولى لكل محبي التاريخ والآثار حول العالم. سيأتي الزوار من كل حدب وصوب ليشاهدوا كنوز الملك توت عنخ آمون مجتمعة لأول مرة في مكان واحد، بالإضافة إلى آلاف القطع الأثرية النادرة التي تروي قصة أعظم حضارة عرفتها البشرية. هذا التدفق السياحي والثقافي سيعزز من مكانة مصر على الخريطة العالمية، ويقدم رسالة بأن مصر ليست فقط تاريخاً قديماً، بل هي أيضاً حاضر مزدهر ومستقبل واعد.
في النهاية، كلمات يحيى الفخراني تمثل صوت كل مصري يشعر بالفخر بهذا العمل العظيم، الذي يربط الماضي بالحاضر، ويمنحنا جميعاً الأمل والاطمئنان على مستقبل أبنائنا وأحفادنا.
تعليقات