الدوار يزعجك؟ حسام موافي يكشف الحقيقة الكاملة: متى تستشير الأنف والأذن ومتى تنتقل للباطنة؟
يعتبر الدوار (أو الدوخة باللغة الشائعة) من الأعراض المزعجة التي قد تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية للكثيرين. قد يشعر الشخص بفقدان التوازن، أو كأن الغرفة تدور به، أو حتى مجرد إحساس بخفة الرأس. ولكن متى يجب أن نأخذ هذا العارض على محمل الجد، ومن هو الطبيب المختص الذي يجب التوجه إليه؟ الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني، يقدم لنا إرشادات قيمة حول هذا الموضوع المهم، مؤكداً على أهمية التشخيص الصحيح للتعامل مع هذه المشكلة بفعالية.
ما هو الدوار وماذا يعني لجسمك؟
قبل الغوص في الأسباب والعلاجات، دعونا نفهم ما هو الدوار. الدوار ليس مرضاً بحد ذاته، بل هو عرض للعديد من الحالات الصحية المختلفة. يمكن أن يتراوح من إحساس بسيط بخفة الرأس إلى شعور قوي بالدوران وفقدان التوازن، وقد يترافق مع أعراض أخرى مثل الغثيان، القيء، أو طنين الأذن. فهم طبيعة الدوخة التي تعاني منها هو الخطوة الأولى نحو العلاج الصحيح. يبحث الكثيرون عن "أسباب الدوار المفاجئ" أو "الفرق بين الدوار والدوخة" لفهم حالتهم بشكل أفضل.
المحطة الأولى: دور طبيب الأنف والأذن والحنجرة
وفقاً للدكتور حسام موافي، فإن الدوار في كثير من الأحيان يتم تشخيصه مبدئياً من قبل طبيب الأنف والأذن والحنجرة. وهذا يعود إلى أن جزءاً كبيراً من حالات الدوار تكون ناتجة عن مشاكل في الأذن الداخلية، وهي العضو المسؤول عن توازن الجسم.
من أبرز الأسباب المتعلقة بالأذن الداخلية:
دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV): وهو نوع شائع يحدث عند تغيير وضع الرأس بشكل مفاجئ، وينتج عن تحرك بلورات الكالسيوم داخل الأذن الداخلية.
التهاب التيه (Labyrinthitis) أو التهاب العصب الدهليزي (Vestibular Neuritis):** وهما التهابات في الأذن الداخلية أو العصب المسؤول عن التوازن، غالباً ما تتبع عدوى فيروسية.
مرض منيير (Meniere's Disease): حالة مزمنة تتميز بنوبات دوار شديدة، طنين في الأذن، وفقدان السمع.
إذا كانت المشكلة تندرج تحت هذه الفئة، فإن طبيب الأنف والأذن سيكون الأقدر على تقديم التشخيص والعلاج المناسبين، بما في ذلك الأدوية أو المناورات العلاجية.
المحطة الثانية: متى تتدخل الباطنة؟ نظرة شاملة لأسباب الدوار
ماذا لو قام طبيب الأنف والأذن بفحصك وأكد عدم وجود مشكلة في الأذن الداخلية؟ هنا، يشدد الدكتور حسام موافي على ضرورة التوجه إلى طبيب باطنة لمتابعة الحالة. فالدوار يمكن أن يكون مؤشراً على مجموعة واسعة من المشاكل الصحية التي لا تتعلق بالأذن.
من الأسباب الشائعة التي قد يكتشفها طبيب الباطنة:
انخفاض أو ارتفاع ضغط الدم: تغيرات الضغط المفاجئة أو المستمرة يمكن أن تسبب الدوخة.
مشاكل في مستوى السكر في الدم: سواء انخفاض السكر (Hypoglycemia) أو ارتفاعه.
فقر الدم (الأنيميا): نقص الحديد يمكن أن يؤدي إلى شعور بالتعب والدوخة.
مشاكل في القلب والأوعية الدموية:** مثل عدم انتظام ضربات القلب أو ضعف عضلة القلب.
بعض الأدوية: كآثار جانبية لبعض الأدوية، خاصة تلك المتعلقة بالضغط أو السكر.
مشاكل عصبية: في بعض الحالات النادرة، قد يشير الدوار إلى مشاكل في الجهاز العصبي المركزي.
الجفاف والتغذية غير السليمة: عدم شرب كميات كافية من الماء أو نقص بعض الفيتامينات.
هذه القائمة الطويلة توضح لماذا يجب ألا يتم إهمال الدوار، ولماذا يلعب طبيب الباطنة دوراً محورياً في البحث عن "أسباب الدوخة المستمرة" وتقديم "علاج الدوخة المستمرة".
نصائح الدكتور حسام موافي: خطوات عملية للتعامل مع الدوار
بناءً على إرشادات الدكتور حسام موافي، فإن أهم نصيحة هي عدم تجاهل الدوار. إليك بعض الخطوات العملية:
1. لا تتردد في طلب المساعدة الطبية: إذا كنت تعاني من دوار متكرر أو شديد، أو إذا كان مصحوباً بأعراض أخرى مثل الصداع الشديد، فقدان الوعي، ضعف في الأطراف، أو تغير في الرؤية، فعليك زيارة الطبيب فوراً. هذه "متى يجب القلق من الدوار" لحظات حاسمة.
2. ابدأ بطبيب الأنف والأذن: كما أوضح الدكتور موافي، هو الخيار الأول لاستبعاد المشاكل المتعلقة بالأذن الداخلية.
3. استشر طبيب الباطنة:** إذا لم يجد طبيب الأنف والأذن أي مشكلة، فإن الخطوة التالية هي طبيب الباطنة لإجراء فحوصات شاملة للبحث عن الأسباب الجهازية.
4. كن صريحاً مع طبيبك: قدم وصفاً دقيقاً لأعراضك، متى بدأت، مدى تكرارها، وما إذا كانت هناك عوامل محفزة أو مهدئة. اذكر أي أدوية تتناولها.
في الختام، الدوار ليس مجرد إحساس عابر، بل قد يكون رسالة من جسمك تشير إلى وجود مشكلة صحية تحتاج إلى اهتمام. باتباع توجيهات خبراء مثل الدكتور حسام موافي، يمكنك الوصول إلى التشخيص الصحيح وبالتالي العلاج الفعال، لتعود إلى حياتك اليومية بنشاط وثبات. تذكر دائماً أن "أفضل دكتور للدوخة" هو الذي يقدم تشخيصاً دقيقاً بناءً على تاريخك الطبي وفحوصاتك.
تعليقات